القائمة الرئيسية

الصفحات

كورونا يعود مجددًا بمتحور نيمبوس NB.1.8.1: هل اللقاحات ما زالت فعالة؟


 

مقدمة للمقال

في صيف عام 2025، أثار متحور جديد من فيروس كورونا قلقًا صحيًا عالميًا: متحور نيمبوس (NB.1.8.1). ظهر لأول مرة في أوائل العام، ومن ثم انتشر في أكثر من 20 دولة، ليثير تساؤلات حول مدى خطورته، وتأثيره على مسار الجائحة، وخاصةً مع اقتراب موجة الصيف. في هذا المقال، نستعرض التفاصيل بأحدث الأدلة العلمية من جامعات عالمية ومنظمة الصحة العالمية، لتقديم صورة واضحة للقارئ، مع نصائح واقعية تحميك وتحمي أحبّتك.

(كلمات مفتاحية: نيمبوس، المتحور الجديد، NB 1.8.1، كورونا 2025، أعراض نيمبوس، لقاح كورونا القديم، متحورات أوميكرون)


ما هو متحور نيمبوس؟

نيمبوس (Nimbus) هو الاسم العلمي الشائع للمتحور "NB.1.8.1"، وهو أحد السلالات الفرعية لمتحور أوميكرون. يتميز بتغييرات طفيفة في البروتين السطحي (Spike)، التي أثارت اهتمام الخبراء والجهات الصحية حول العالم  


أصل المتحور وانتشاره العالمي

  • أول رصد للمتحور كان في يناير/فبراير 2025.

  • لوحظت زيادات ملحوظة في نسبته ضمن العينات المفحوصة عالميًا (من 2.5٪ إلى نحو 10–11٪ خلال شهر واحد) .

  • انتشر في أكثر من 20 دولة تغطّي أوروبا، الأمريكتين، آسيا، والمحيط الهادئ .


الأسباب والتغييرات الجينية

نيمبوس مشتق من أوميكرون، ويحمل طفرات في بروتين Spike تمنحه قدرة على:

  1. الالتصاق بالخلايا البشرية (مستقبلات ACE2) بشكل أقوى 

  2. التهرب الجزئي من الأجسام المضادة الناتجة عن اللقاحات أو العدوى السابقة – ولكن ليس إلى درجة شديدة الخطورة .


معدلات الانتشار: ما الذي يميّزه؟

  • يتميز نيمبوس بمعدلات انتقال أسرع من معظم السلالات السابقة، ويُعد واحدًا من الأسرع انتشارًا بين متحورات كورونا التي عُرفت حتى الآن

  • أحد التحليلات في الهند أشار لزيادة خمسية في حالات كوفيد خلال نهاية مايو بسبب هذا المتحوّر .


أعراض متحور نيمبوس مقارنةً بالمتحورات السابقة

تشبه أعراض نيمبوس متحورات أوميكرون، لكن هناك علامات مميزة ظهرت بشكل واضح في تقارير حديثة:

  • تهاب شديد في الحلق (بعض الأطباء وصفوه بأنه مثل "رهاب عند البلع" أو "إحساس بشفرة حادة") 

  • تورم الغدد اللمفاوية في الرقبة، وطفح خلف الفم .

  • الأعراض الأخرى: حمى، سعال خفيف، تعب، آلام عضلية، احتقان، فقدان مؤقت للذوق والشم، واضطرابات معوية (إسهال، غثيان، مغص) .


خطورة المرض: شدة الأعراض ومعدلات الاستشفاء

  • حتى الآن، البيانات تشير إلى أن الشدة المرضية متوسطة أو خفيفة في الغالب، ولا توجد زيادة في معدلات الاستشفاء أو الوفاة مقارنة بالسلالات الأخرى .

  • رغم زيادة الإصابات، لا يوجد دليل على أن نيمبوس «أكثر فتكا»، ولكن الأشخاص كبار السن وذووا الأمراض المزمنة لايزالون الأكثر عرضة .


مدى فعالية اللقاحات والعلاجات الحالية

  • اللقاحات المتوفرة – خاصة إذا كانت محدثة أو تم تحديثها مؤخرًا – لا تزال فعالة في الوقاية من المرض الحاد والوفاة العلاجات المضادة، مثل nirmatrelvir (بكسلوفيد) والأدوية الأخرى، لا تزال تعمل فعّالاً ضد نيمبوس لأن طفراته لا تؤثر على مناطق الاستهداف الخاصة بها  


توصيات منظمة الصحة العالمية والسلطات الصحية

  • صنّفت منظمة الصحة العالمية نيمبوس كـ "متحور تحت الرصد" (VUM) منذ 23 مايو 2025  

  • تقييمها للمخاطر حاليًا: منخفض نسبيًا، لكنها جددت توصياتها بـ ضرورة التقاوي الوقائية للفئات الهشّة، ومتابعة التسلسل الجيني المستمر .

  • سلطات مثل UKHSA في بريطانيا، وCDC، ووزارات الصحة حول العالم ناشدّت بضرورة حملات تعزيز تطعيم الجرعات المعزّزة، مع دعوة المواطنين إلى ارتداء الأقنعة في الأماكن المزدحمة خاصة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة .


إجراءات الوقاية والاحترازات الشخصية

لتقليل خطر العدوى، ينصح الخبراء باتباع الإجراءات التالية:

  • التطعيم بجرعات معززة لمن هم فوق 75 عامًا، أو من يعانون من ضعف مناعي أو أمراض مزمنة 

  • ارتداء كمامة (N95/FFP2) في الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية .

  • التهوية الجيدة في المنزل والعمل، وفتح النوافذ يومياً .

  • غسل اليدين بشكل منتظم، وتجنّب لمس الوجه بالأيدي غير النظيفة.

  • المسافة الاجتماعية المتعقلة، خاصةً عند ظهور أعراض تنفسية.

  • عزل الأشخاص المصابين، وخاصة في حالة ظهور الأعراض المبكرة مثل الحلق الحاد، التنفس، الحمّى.

  • اختبار ذاتي (PCR أو Rapid) عند الشك حتى لو كانت الأعراض بسيطة، خصوصاً عند مخالطة أشخاص معرضين للخطر .


ماذا يعني نيمبوس للمستقبل القريب؟

  • قد نشهد موجة صيفية جديدة بسبب انتشار هذا المتحور 

  • الخبر الجيد: لا توجد دلائل على زيادة شدة أو معدل وفاة.

  • التحدّي الحقيقي يكمن في حماية الفئات الضعيفة من العدوى، خصوصًا إن أدت الزيادة إلى ضغط على أنظمة المستشفيات.

  • التجسيد الجيني المستمر والمتابعة السريرية ستحدد ما إذا كانت هناك حاجة لتعديل أو تطوير لقاحات لاحقة بناءً على نيمبوس أو سلالات مستقبلية.


الخاتمة

  • نيمبوس هو متحوّر أوميكروني فرعي ظهر في وقت مبكر من 2025، وانتشر سريعًا إلى أكثر من 20 دولة، لكنه حتى الآن لم يثبت أنه أكثر فتكا.

  • أهم النصائح: جرعات معززة، كمامة، تهوئة، وغسل اليدين.

  • اللقاحات الحالية والعلاجات المتوفرة فعّالة في الوقاية من الحالات الشديدة.

  • الوعي واليقظة هما فاتحتا الأمان: إذا شعرت بأعراض مثل الحلق الحاد أو الحمى أو التعب، قم بالفحص وابتعد عن الآخرين مؤقتًا.

  • مع استمرار المراقبة العصبية، يمكننا التأقلم والاستعداد لمواجهة أي خطر جديد، دون الذعر، بل بحذر مبني على العلم.